1 دقيقة للقراءة
في إحدى المزارع الجميلة كان يعيش فلاح نشيط يزرع أرضه في بداية كل موسم؛ ويُحافظ عليها من كلّ شيء؛ ويرش الزرع بالمبيدات الحشرية ويحميها من القوارض واللصوص، في أحد المواسم تأخر المطر كثيرََا مما دعا جميع المزارعين الذين يملكون مزرعة مجاورة الفلاح النشيط أن يمتنعوا عن زراعة أرضهم لأنهم كانوا متأكدين من أن الزرع لن ينمو وسيموت كله ولن يأتي المطر. لكنّ الفلاح النشيط حرث أرضه وبذرها وظلّ متفائلََا بأن المطر لا بدّ سيهطل قريبََا وأنّ الزرع سينمو وسيقطف ثماره ولن يخسر أبدََا وستُصبح أرضه خضراء. ظلّ الفلاح يدعو الله أن يهطل المطر وألّا يذهب تعبه سدى وكان على يقين بأنّ تفاءله بقدوم المطر لن يخيب؛ وفي غمرة كل هذا استيقظ الفلاح النشيط على أجمل صوت كان ينتظره بفارغ الصبر وهو صوت المطر؛ فعلًا نزل المطر أخيرََا وسقى الزرع واخضرّت الأرض وامتلأت بالثمار والزهور واللون الأخضر الجميل؛ وكان التفاؤل صادقََا جدََا؛ لقد ندم جميع الفلاحين الطين لم يزرعوا أرضهم وتعلموا من الفلاح النشيط أن يتفاءلوا دومََا مهما كانت الظروف.